القمة العربية تعتمد خطة مصر البديلة لخطة ترامب في غزة.. ما الذي يجب أن تعرفه؟
اعتمدت الدول العربية خطة مصرية تدعو إلى تشكيل لجنة "تكنوقراطية" لإدارة قطاع غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية كجزء من حل الدولتين الأوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

اعتمدت الدول العربية، الثلاثاء، خطة مصرية تدعو إلى تشكيل لجنة "تكنوقراطية" تحت رعاية السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة أثناء إعادة إعماره.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط للصحفيين في القمة بالقاهرة إن الخطة وضعتها مصر بالتعاون مع السلطة الفلسطينية وتهدف إلى إعادة إعمار غزة على مراحل وجمع التمويل العربي والدولي لتحقيق هذه الغاية والحفاظ على "وضع القطاع كجزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية".
وقال أبو الغيط إن "تكنوقراط" مستقلين سوف يديرون غزة لمدة ستة أشهر بموجب الخطة.
وقال إن "المسار السياسي هو لجنة تكنوقراط غير فصائلية لإدارة قطاع غزة لعدة أشهر تحت مظلة السلطة الفلسطينية للحفاظ على تواصل الضفة الغربية وغزة تحت سلطة واحدة".
وأضاف أبو الغيط أن الخطة تؤيد أيضا "رؤية الدولتين" وتعرب عن دعم وقف إطلاق النار الحالي بين إسرائيل وحماس.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في وقت سابق إن الخطة أقرها الزعماء العرب في القمة.
جمعت القمة الطارئة الزعماء العرب لبحث خطة مصرية لقطاع غزة بعد الحرب، وتسعى الخطة إلى أن تكون بديلاً لفكرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالاستيلاء على القطاع وتهجير السكان الفلسطينيين إلى مصر والأردن.
وكان ترامب قد طرح فكرته لأول مرة في الخامس من فبراير/شباط، مقترحا أن تسيطر الولايات المتحدة على القطاع بينما تعمل على تهجير 1.7 مليون فلسطيني.
ولقي المخطط الأميركي معارضة شرسة من دول المنطقة، التي ترى في تهجير الفلسطينيين خطا أحمر لأمنها القومي.
قالت مصر وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها في 11 فبراير/شباط إن الخطة ستقدم "رؤية شاملة لإعادة إعمار غزة مع ضمان بقاء الفلسطينيين فيها".
من سيحضر؟
وحضر القمة التي استضافها السيسي، الثلاثاء، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، وولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح. ومثل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الاجتماع. ومثل دولة الإمارات العربية المتحدة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.
ويحضر القمة أيضا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ومن المتوقع أن يلقي كلمة خلال القمة.
كما حضر الاجتماع الرئيس اللبناني جوزيف عون، والرئيس السوري أحمد الشرع، والرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، وقائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن البيان الختامي للقمة والقرارات المتفق عليها في ختام القمة في الساعة 8:30 مساء بالتوقيت المحلي (1:30 مساء بالتوقيت الشرقي).
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا تحضيريا في القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة التي أعدتها مصر لإعادة إعمار غزة.
وبحسب مسودة الخطة التي اطلعت عليها رويترز فإن بعثة حوكمة تحل محل الحكومة التي تديرها حماس في قطاع غزة لفترة مؤقتة غير محددة ستكون مسؤولة عن الإشراف على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية وإطلاق جهود إعادة الإعمار.
وينص ديباجة الخطة على أنه "لن يكون هناك تمويل دولي كبير لإعادة تأهيل وإعادة إعمار غزة إذا ظلت حماس العنصر السياسي المهيمن والمسلح على الأرض والذي يسيطر على الحكم المحلي".
ولم تحدد الخطة الأطراف التي ستشكل هذه المهمة، لكنها قالت إنها سوف "تستعين بخبرة الفلسطينيين في غزة وأماكن أخرى لمساعدة غزة على التعافي في أسرع وقت ممكن".
وبموجب الخطة، فإن قوة استقرار دولية مكونة من دول عربية غير محددة من شأنها أن تحل محل حماس في توفير الأمن. وسوف تخضع الهيئتان لمراقبة مجلس يتألف من دول عربية وأعضاء من منظمة التعاون الإسلامي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء وغيرها.
وكشفت مصادر اطلعت على المسودة لوكالة بلومبرج أن الخطة ستتضمن بناء مساكن مؤقتة للفلسطينيين داخل غزة، في حين تجري أعمال إزالة الأنقاض.
ورغم أن حماس لن تلعب دورا في الإدارة اليومية لغزة ، وفقا لبلومبرج، فإن الخطة لا تفصل كيف سيتم نزع سلاح المجموعة أو إزالتها.
ولن تشارك حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة في قمة الثلاثاء. وأصدرت الحركة بيانا في بداية اجتماع الزعماء العرب حثت فيه الزعماء على وقف تهجير الفلسطينيين. وجاء في البيان "نتطلع إلى دور عربي فعال ينهي المأساة الإنسانية التي خلقها الاحتلال في قطاع غزة... ويحبط خطط الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين".
لا تزال هناك عقبات
وفي ظل الغموض الذي يحيط بمشروع الخطة، وخاصة فيما يتصل بقضية الحكم ومستقبل حماس، تظل هناك تساؤلات حول مدى فعالية تنفيذ الخطة. فقد رفضت إسرائيل تسليم الأراضي إلى حماس أو السلطة الفلسطينية.
رفضت حركة حماس مرارا وتكرارا أي حكم أجنبي لقطاع غزة. وأصر المسؤول الكبير في حركة حماس سامي أبو زهري على أن مستقبل غزة يجب أن يقرره الفلسطينيون.
وقال لرويترز يوم الاثنين "حماس ترفض أي محاولة لفرض مشاريع أو أي شكل من أشكال الإدارة غير الفلسطينية أو وجود أي قوات أجنبية على أرض قطاع غزة".
وفي تصريح آخر لوكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء، رفض أبو زهري أي محاولة لنزع سلاح حماس، قائلا: "سلاح المقاومة خط أحمر بالنسبة لحماس وكل فصائل المقاومة".
وفي الوقت نفسه، أصرت الدولتان الإقليميتان الثقيلتان، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على أن أي دعم مالي لإعادة إعمار غزة مشروط بنزع سلاح حماس بالكامل واستبعاد المجموعة من أي هيئة حاكمة في المنطقة.
أدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي استمرت 15 شهرًا، والتي اندلعت ردًا على هجوم حماس عبر الحدود على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، إلى مقتل أكثر من 48 ألف شخص وتسببت في دمار كبير في جميع أنحاء القطاع.
وقد قدرت الأمم المتحدة أن إعادة إعمار غزة، وكذلك الضفة الغربية حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات منذ يناير/كانون الثاني، سوف تكلف نحو 53.2 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.
وتوسطت الولايات المتحدة وقطر ومصر في اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير/كانون الثاني، مما أدى إلى توقف القتال والإفراج عن رهائن إسرائيليين وسجناء فلسطينيين.
لقد تم تحديث هذه القصة المتطورة منذ نشرها الأولي.