تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أكثر من 400 قتيل في غزة مع خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار، وبن جفير يعود إلى الحكومة

وتأتي الجولة الجديدة من الغارات الجوية في غزة بعد شهرين من وقف إطلاق النار الذي أوقف الحرب بين إسرائيل وحماس التي استمرت أكثر من 13 شهرا والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى وتسببت في دمار هائل في جميع أنحاء القطاع.

OMAR AL-QATTAA/AFP via Getty Images
يحمل فلسطينيون جثة تم انتشالها من بين أنقاض منزل عائلة قراقع الذي دمر في غارات إسرائيلية فجر اليوم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة 18 مارس 2025. — عمر القطا/وكالة فرانس برس عبر صور جيتي

وفي تصعيد كبير، شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة على قطاع غزة، الثلاثاء، منهية بذلك وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين مع حماس.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 404 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 500 آخرين منذ صباح الثلاثاء، مما أثار موجة من الإدانات.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العملية العسكرية المتجددة جاءت بعد أن رفضت حماس إطلاق سراح الرهائن المتبقين.

اتهمت حركة حماس إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير/كانون الثاني الماضي، وحذرت في بيان لها من أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "باستئناف الحرب" قد يكون بمثابة "حكم بالإعدام" على الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة.

ويعتقد أن الجماعة الفلسطينية المسلحة لا تزال تحتجز 59 من حوالي 250 رهينة اختطفتهم خلال هجومها عبر الحدود على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

توسطت مصر وقطر والولايات المتحدة في وقف إطلاق نار بدأ في 19 يناير/كانون الثاني، منهيةً الحرب المدمرة بين إسرائيل وحماس. ولكن بعد اكتمال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار مطلع مارس/آذار، لم تتفق الأطراف المتصارعة على الخطوات التالية.

tank
An Israeli Merkava tank moves at a position in southern Israel along the border fence with the northern Gaza Strip on March 18, 2025. (MENAHEM KAHANA/AFP via Getty Images)

بن جفير يعود إلى الحكومة

وفي أعقاب قرار نتنياهو استئناف القتال في غزة، أعلن حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف، الثلاثاء، عودته إلى الحكومة.

صباح الثلاثاء، صرّح زعيم الحزب، إيتامار بن غفير، بأنّ إنهاء وقف إطلاق النار في غزة "هو الخطوة الأكثر صوابًا وأخلاقيةً وتبريرًا، بهدف القضاء على جماعة حماس الإرهابية واستعادة رهائننا". ومن المتوقع أن يستعيد منصبه السابق كوزير للأمن القومي.

وكانت "القوة اليهودية"، التي دعت باستمرار إلى استمرار الحرب في غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل، قد تركت الحكومة في 19 يناير/كانون الثاني بعد أن توصلت إسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحركة.

في هذه الأثناء، تواصل إسرائيل قصفها الجوي على غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي ظهر الثلاثاء أن طائراته استهدفت مواقع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في القطاع.

في وقت سابق من اليوم، عقد نتنياهو اجتماعًا طارئًا في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب بحضور وزير الدفاع إسرائيل كاتس ورؤساء الأجهزة الأمنية. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يوم الخميس لمناقشة آخر التطورات في غزة. واستجابةً للمخاوف الأمنية، أمرت السلطات بإغلاق جميع المدارس في البلدات والقرى القريبة من حدود غزة طوال اليوم. وذكرت هيئة الإذاعة العامة "كان" أن الجيش يستعد لاحتمال إطلاق صواريخ وقذائف من غزة واليمن.

وفي موازاة ذلك، تجمع مئات الإسرائيليين أمام الكنيست اليوم الثلاثاء، مطالبين بوقف القتال واستئناف المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن.

البيت الأبيض تم التشاور معه

وفي مقابلة أجريت في وقت متأخر من يوم الاثنين، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت لشبكة فوكس نيوز: "لقد تم التشاور مع إدارة ترامب والبيت الأبيض من قبل الإسرائيليين بشأن هجماتهم في غزة الليلة".

وقال ليفيت: "كما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران وكل أولئك الذين يسعون إلى إرهاب ليس إسرائيل فحسب، بل والولايات المتحدة الأمريكية أيضًا، سوف يرون ثمنًا يجب دفعه: سوف ينطلق الجحيم".

ردود الفعل والإدانات

  • السعودية: أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا أعربت فيه عن إدانة المملكة "بأشد العبارات" لاستئناف إسرائيل "العدوان على قطاع غزة وقصفها المباشر للمناطق المأهولة بالمدنيين العزل، دون أدنى اعتبار للقانون الإنساني الدولي".

وشدد البيان على "ضرورة وقف القتل والعنف والتدمير الإسرائيلي فوراً، وحماية المدنيين الفلسطينيين من آلة الحرب الإسرائيلية الظالمة".

  • الرئاسة الفلسطينية: أدانت الرئاسة الفلسطينية استئناف الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، وحثت المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها ضد الفلسطينيين في القطاع والضفة الغربية.

قال المتحدث باسم الحركة، نبيل أبو ردينة، في بيان: "ارتكبت إسرائيل مجزرة بحق شعبنا، راح ضحيتها أكثر من ألف شهيد وجريح. هذه المجازر تُظهر استخفاف إسرائيل بالجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لتثبيت التهدئة وتحقيق السلام والأمن والاستقرار الدائم في المنطقة".

  • مصر وقطر والأردن وتركيا: أدانت مصر، أحد الوسطاء الرئيسيين لوقف إطلاق النار، بشدة الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار وتصعيد خطير يهدد بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة".

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها إن "مصر تجدد رفضها التام لكافة الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف إعادة إشعال التوتر في المنطقة وإحباط جهود تحقيق الهدوء والاستقرار".

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ومنع دورة أخرى من العنف في المنطقة، وحث الأطراف المعنية على "ممارسة ضبط النفس والسماح للوسطاء باستكمال جهودهم للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".

وفي بيان مماثل، نددت وزارة الخارجية القطرية بالإجراءات الإسرائيلية في قطاع غزة، ووصفتها بأنها استخفاف صارخ بالجهود الدولية الرامية إلى استعادة السلام.

وحذرت الوزارة في بيان لها من أن "سياسات الاحتلال التصعيدية ستؤدي في نهاية المطاف إلى إشعال المنطقة وتقويض أمنها واستقرارها"، ودعت الأطراف المعنية إلى استئناف الحوار من أجل تثبيت وقف إطلاق النار.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن استئناف إسرائيل للضربات في غزة أمر "غير مقبول"، مشددا على أهمية إعادة وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.

جاءت هذه التعليقات خلال مكالمة هاتفية بين أردوغان والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، صباح الثلاثاء. وقال أردوغان لستوب، وفقًا للبيان التركي للمكالمة: "على المجتمع الدولي أن يقول أخيرًا 'كفى' لسياسة نتنياهو الإبادة الجماعية".

وقالت وزارة الخارجية التركية إنه "من غير المقبول" أن تتسبب إسرائيل في "دورة جديدة من العنف" في المنطقة، محذرة في بيان من أن "النهج العدائي" للحكومة الإسرائيلية يهدد مستقبل الشرق الأوسط.

وانضمت الأردن إلى جوقة الدول في إدانة الضربات المتجددة في القطاع الفلسطيني وحذرت من أن "العدوان المستمر قد يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة".

وقالت وزارة الخارجية في بيان لها "إن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل التزاماته القانونية والأخلاقية بالضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية، وتنفيذ وقف إطلاق النار بشكل كامل، وإعادة الكهرباء إلى غزة، وإعادة فتح المعابر الحدودية لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع".

  • إيران: اتهمت إيران، أحد الداعمين الرئيسيين لحركة حماس في المنطقة، إسرائيل بمواصلة ارتكاب "الإبادة الجماعية والتطهير العرقي" ضد شعب قطاع غزة.

وفي بيان، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي الولايات المتحدة بإعطاء الضوء الأخضر لجولة جديدة من الغارات الإسرائيلية على غزة، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ "خطوات فورية" لوقف الحرب وانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي.

  • روسيا: أعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن "أسفها العميق" إزاء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة وقالت إنها تدين "أي عمل يؤدي إلى مقتل المدنيين".

وفي الوقت نفسه، حذر الكرملين من "دوامة أخرى من التصعيد".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين في موسكو يوم الثلاثاء "من المثير للقلق بشكل خاص، بطبيعة الحال، التقارير التي تفيد بوقوع خسائر فادحة بين السكان المدنيين".

وأضاف "نحن نراقب الوضع عن كثب، وبطبيعة الحال ننتظر أن يعود إلى مساره السلمي".

  • الصين: قالت الصين إنها "تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي بين إسرائيل وفلسطين" وأعربت عن أملها في إعادة تنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماو نينغ في مؤتمر صحفي في بكين يوم الثلاثاء "نأمل أن تتمكن جميع الأطراف من تعزيز التنفيذ المستمر والفعال لاتفاق وقف إطلاق النار، وتجنب اتخاذ أي إجراءات قد تؤدي إلى تصعيد الوضع ومنع كارثة إنسانية واسعة النطاق".

Related Topics