روسيا تطلق قمرين صناعيين إيرانيين إلى المدار مع نمو العلاقات
ويعد إطلاق الصاروخ من روسيا أحدث إشارة إلى العلاقات المتنامية بين طهران وموسكو في مجموعة من القطاعات.
تم إطلاق قمرين صناعيين إيرانيين إلى مدارهما من محطة روسية، الثلاثاء، في أحدث إشارة إلى التعاون المتزايد بين طهران وموسكو.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن القمرين الصناعيين "كوثر" و"هدهد" انطلقا بنجاح من قاعدة فوستوتشني الفضائية في شرق روسيا باستخدام صاروخ روسي من طراز سويوز.
وكان صاروخ سويوز يحمل أيضًا قمرين صناعيين روسيين لمراقبة الأرض من طراز Ionosphere-M وعشرات الأقمار الصناعية الأصغر حجمًا، بما في ذلك القمران الإيرانيان.
تم بناء القمر الصناعي "كوثر"، المصمم لمراقبة الأرض، والقمر الصناعي "هدهد" للاتصالات، بواسطة شركة الفضاء الإيرانية الخاصة "أوميد فزعه" في طهران.
ويمثل هذا إنجازًا مهمًا لبرنامج الفضاء الإيراني، حيث أنه أول إطلاق قمر صناعي يتم تطويره من قبل القطاع الخاص.
في سبتمبر/أيلول، أطلقت إيران بنجاح قمرها الصناعي البحثي "شمران 1"، الذي طورته شعبة الفضاء التابعة لشركة الصناعات الإلكترونية الإيرانية، وهي شركة تابعة مملوكة للدولة تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية. ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، تم الإطلاق من منصة إطلاق تابعة للحرس الثوري الإسلامي بالقرب من مدينة شاهرود، على بعد حوالي 350 كيلومترًا (215 ميلًا) شرق طهران.
وفي وقت سابق من فبراير/شباط، أطلقت روسيا القمر الصناعي الإيراني بارس-1 الذي صنعه معهد أبحاث الفضاء الإيراني التابع لوزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا.
في أغسطس/آب 2022، أطلق صاروخ روسي من طراز سويوز حاملاً قمراً صناعياً إيرانياً آخر يسمى خيام وتم بناؤه في روسيا إلى الفضاء من محطة بايكونور الفضائية في كازاخستان.
ويأتي الإطلاق يوم الثلاثاء على الرغم من العقوبات الغربية على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا وإيران بسبب برنامجها النووي.
وقد عزز البلدان علاقاتهما في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك القطاعين الاقتصادي والعسكري، في إطار سعيهما إلى كسر عزلتهما السياسية المتزايدة من جانب الغرب.
ويعتقد أن إيران أرسلت مئات الطائرات بدون طيار من طراز شاهد إلى روسيا بموجب صفقة بقيمة 1.7 مليار دولار تم توقيعها في أواخر عام 2022. واتهمت دول غربية بما في ذلك الولايات المتحدة روسيا باستخدام هذه الطائرات بدون طيار في أوكرانيا.
كما اشترت طهران أنظمة أسلحة روسية في الماضي. ففي أواخر سبتمبر/أيلول، أعلنت إيران أنها أتمت صفقة لشراء طائرات مقاتلة من طراز سو-35 وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز مي-28 وطائرات تدريب نفاثة من طراز ياك-130 من روسيا. وفي حين وردت أنباء عن تسليم طائرات ياك-130 إلى الجمهورية الإسلامية، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت أي من الطائرات الأخرى قد تسلمت هذه الطائرات أيضاً.
وعلى المستوى السياسي، تعمقت العلاقات الإيرانية الروسية مع تقارب البلدين بشأن العديد من القضايا الإقليمية بما في ذلك في سوريا، حيث دعم الجانبان الرئيس بشار الأسد ضد المتمردين طوال الحرب الأهلية في البلاد.
وتبادل المسؤولون الروس والإيرانيون عدة زيارات خلال الأشهر الماضية وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران والتي تهدد بالتحول إلى صراع إقليمي شامل.