تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إسرائيل تضرب بيروت وصهر ترامب يسعى لقيادة ملف لبنان

جاءت الضربات في الوقت الذي أعلن فيه رجل الأعمال اللبناني الأميركي مسعد بولس ومساعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب أنه سيتولى المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحزب الله لإنهاء الحرب في لبنان.

Beatrice Farhat
نوفمبر 7, 2024
A Kuwait air force aircraft taxis on the runway at Beirut's international airport
طائرة تابعة للقوات الجوية الكويتية تتحرك على مدرج مطار بيروت الدولي بينما يتفقد الناس الأضرار في المنطقة الواقعة على المشارف الجنوبية لبيروت والتي استهدفتها الغارات الجوية الإسرائيلية بين عشية وضحاها، في 7 نوفمبر 2024. — وكالة فرانس برس عبر صور جيتي

بيروت - ضربت غارات جوية إسرائيلية كثيفة عدة مناطق في جميع أنحاء لبنان خلال الليل ويوم الخميس، فيما تجاوز عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة على البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 ثلاثة آلاف.

وبعد منتصف ليل الخميس بقليل، شنت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة من الغارات على منطقة الأوزاعي، وهي منطقة تبعد نحو 150 متراً (492 قدماً) عن المدرج الرئيسي لمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لضربة نفذها أحد عمال المطار. وزعمت بعض التقارير المحلية أن الهجوم تسبب في بعض الأضرار الطفيفة في إحدى قاعات المطار، وقالت إن النوافذ انفجرت بسبب الانفجار. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وقال وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية في تدوينة على حسابه في تويتر صباح الخميس إن المطار يعمل "بشكل طبيعي"، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.

وتزامنت غارات المطار مع موجة من الغارات الجوية على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت المعروفة بالضاحية الجنوبية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته المقاتلة استهدفت مراكز قيادة وبنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله تقع في مناطق مدنية في بيروت خلال الليل.

خسائر اليونيفيل

وفي وقت لاحق من يوم الخميس، قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل عندما أصابت طائرة إسرائيلية مسيرة سيارة عند مدخل مدينة صيدا الجنوبية. وقالت بعثة الأمم المتحدة في بيان إن خمسة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) أصيبوا في الهجوم الذي ضرب بالقرب من مركبتهم، بينما أصيب ثلاثة جنود لبنانيين أيضًا، وفقًا للجيش.

استهدفت غارة أخرى بطائرة بدون طيار سيارة في منطقة الجمهور أثناء سيرها على طريق رئيسي يربط بيروت بوادي البقاع في الشرق وسوريا المجاورة. وقالت وسائل إعلام محلية إن امرأة كانت تقود السيارة قُتلت، بينما أصيب شخصان آخران في المنطقة. وزعمت تقارير غير مؤكدة أن الضحية كانت زوجة الأمين العام المعين حديثًا لحزب الله، نعيم قاسم.

في هذه الأثناء، قال حزب الله في بيانات منفصلة إنه أطلق دفعة من الصواريخ على عدة مواقع عسكرية في شمال إسرائيل اليوم الخميس.

يتبادل حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل إطلاق النار منذ 8 أكتوبر 2023. وتصاعدت الأعمال العدائية الشهر الماضي بعد أن وسعت إسرائيل حملتها ضد الجماعة وشنت غزوًا بريًا في جنوب لبنان. قُتل ما لا يقل عن 3050 شخصًا، معظمهم من المدنيين، في العام الماضي في لبنان، وأصيب أكثر من 13658 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية.

وفي إسرائيل، قُتل 72 شخصا في هجمات لحزب الله، بينهم 30 جنديا، وفقا لمكتب رئيس الوزراء.

وتأتي ضربات الخميس بعد يوم واحد من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث علق كثيرون الآمال على أن يعمل الرئيس السابق على إنهاء الحرب في لبنان.

صهر ترامب

وقال رجل الأعمال اللبناني الأميركي البارز مسعد بولس ووالد زوجة ابنة ترامب تيفاني في مقابلة مع قناة الجديد التلفزيونية المحلية الأربعاء إن الرئيس المنتخب الجديد ملتزم بإنهاء الحرب في لبنان وسوف "يفي بالوعود" التي قطعها للشعب اللبناني.

وفي منشور على منصة Truth Social في الأسبوع الماضي، تعهد ترامب "بوقف المعاناة والدمار في لبنان"، مضيفًا: "أتطلع إلى العمل مع الجالية اللبنانية التي تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية لضمان سلامة وأمن شعب لبنان العظيم".

وكشف بولس لـ"الجديد" أيضاً أنه سيتولى مهمة التفاوض مع الجانب اللبناني من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في لبنان.

في الأشهر الماضية، كانت إدارة بايدن تسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحزب الله لإنهاء الأعمال العدائية. ويشارك المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين في دبلوماسية مكوكية بين الطرفين، ويسافر ذهابًا وإيابًا إلى بيروت وتل أبيب. ولم تسفر زيارته الأخيرة إلى بيروت في 21 أكتوبر عن أي نتائج، حيث بدا أن المسؤولين اللبنانيين يرفضون اقتراحًا يُقال إنه يمنح إسرائيل الحق في فرض وقف إطلاق النار.

وقالت مصادر مطلعة لـ"الجديد" الأربعاء، إن هوكشتاين سيعود إلى بيروت "خلال أسبوع لاستكمال المبادرة التي قدمها لرئيس مجلس النواب نبيه بري، والتي تهدف إلى التوصل إلى حل دبلوماسي بين لبنان وإسرائيل".

وقالت المصادر ذاتها إنه لم يتم تحديد أي لقاءات حتى الآن، لكن هوكشتاين سيزور بيروت "بالتأكيد".

Related Topics