وزير الخارجية السعودي: التطبيع مع إسرائيل غير وارد حتى قيام الدولة الفلسطينية
أكد وزير الخارجية السعودي أن التطبيع مع إسرائيل سيتوقف على إحراز تقدم في ملف الحقوق الفلسطينية.
قال وزير الخارجية السعودي، الخميس، إن التطبيع مع إسرائيل "غير وارد" حتى يتم التوصل إلى "حل للدولة الفلسطينية "، وأوضح أنه لا يوجد غموض في السياسة السعودية بشأن الصراع في غزة.
وقال الأمير فيصل بن فرحان في منتدى مبادرة الاستثمار المستقبلي في الرياض: "أود أن أقول بكل تأكيد إن التطبيع مع [إسرائيل] ليس في خطر فحسب. فهو غير وارد حتى نتوصل إلى حل لإقامة الدولة الفلسطينية".
وأضاف "أود أن أقول إن الأمر لا يقتصر فقط على قضية التطبيع مع المملكة التي هي في خطر؛ بل أود أن أقول إن أمن المنطقة ككل معرض للخطر إذا لم نعالج حقوق الفلسطينيين".
وحث أيضا الحكومة الإسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على "القيام بالشيء الأخلاقي" من خلال ضمان "حقوق الفلسطينيين ودولتهم".
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قيل إن المملكة العربية السعودية "تقترب ببطء" من تطبيع العلاقات مع إسرائيل ، وفقًا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ومع ذلك، توقف التقدم بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي شنته حماس. ومع ارتفاع حصيلة القتلى من غزة في أعقاب الهجمات الانتقامية الإسرائيلية، انضمت المملكة العربية السعودية إلى دول عربية وإسلامية أخرى في إدانة الإجراءات الإسرائيلية.
وقال الأمير فيصل، الخميس، إن سياسة المملكة تجاه غزة وفلسطين "ليست غامضة على الإطلاق".
وقال "لقد كنا واضحين للغاية. لقد دعونا إلى وقف إطلاق النار منذ البداية. لقد كنا واضحين للغاية في أنه حتى في ظل أهوال السابع من أكتوبر، فإن رد الفعل المبالغ فيه من جانب إسرائيل كان خطيرًا للغاية".
وقال أيضا إن تصرفات إسرائيل في شمال غزة، بما في ذلك حصارها لوصول المساعدات الإنسانية، فضلا عن استمرار الهجوم العسكري، "لا يمكن وصفها إلا بأنها شكل من أشكال الإبادة الجماعية". ووفقا للسلطات الصحية المحلية، تجاوز عدد القتلى في غزة 44 ألف شخص.
ودعا وزير الخارجية السعودي أيضا إلى وقف إطلاق النار في لبنان ووقف الضربات الإسرائيلية على البلاد.
في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، شنت إسرائيل عملية برية محدودة عبر الحدود في لبنان كما شاركت في ضربات جوية في جميع أنحاء البلاد للقضاء على قيادة حزب الله، وهي جماعة شبه عسكرية مؤثرة متحالفة مع إيران ومقرها في البلاد.
وأسفرت الضربات حتى الآن عن مقتل أكثر من 2800 شخص، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية.
وقال الأمير فيصل "نحن لسنا جزءا من المفاوضات المباشرة الجارية، ونحن بالتأكيد ندعم الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لإيجاد طريق لوقف إطلاق النار، وآمل أن تثمر هذه الجهود، وهذا ينطبق أيضا على غزة".
وأوضح أيضاً أن الرياض لم "تنسحب" أبداً من لبنان، وقال إنه ليس من حق "أي قوى خارجية أن تملي على اللبنانيين ما يجب عليهم فعله أو أن تؤثر على العملية السياسية في لبنان".
ونفى وزير الخارجية السعودي أيضا التقارير التي تتحدث عن إجراء السعودية وإيران مناورات عسكرية بحرية مشتركة في البحر الأحمر.
وقال "لم تكن هناك أي تدريبات عسكرية. وأعتقد أنه بالنظر إلى السياق الإقليمي الحالي، فمن غير المرجح أن تكون هناك تدريبات في الأمد القريب".
استأنفت المملكة العربية السعودية وإيران العلاقات الثنائية في مارس/آذار 2023 بعد جهود بوساطة صينية لإعادة القوتين إلى طاولة الدبلوماسية.