المبعوث الأميركي هوكشتاين يقول إن القرار 1701 "ليس كافيا" لإنهاء الحرب الإسرائيلية في لبنان
وصل المبعوث الأميركي الخاص آموس هوشتاين إلى لبنان لإجراء محادثات حول صيغة من شأنها وقف الحرب في لبنان، بعد أن أفادت تقارير بأن إسرائيل قدمت شروطاً جديدة لوقف إطلاق النار.
بيروت - وصل المبعوث الأميركي الخاص اموس هوشتاين إلى العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الاثنين لإجراء محادثات مع المسؤولين بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، مؤكدا أن القرار الدولي 1701 لم يعد كافيا لإنهاء الحرب.
والتقى هوشتاين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو أيضًا رئيس حركة أمل الشيعية المتحالفة مع حزب الله، ورئيس الوزراء المؤقت نجيب ميقاتي.
وأكد هوكشتاين في مؤتمر صحافي عقده في بيروت عقب لقائه بري، أن واشنطن تسعى إلى إنهاء الصراع "في أقرب وقت ممكن".
وأضاف أن التزام إسرائيل ولبنان بالقرار الدولي رقم 1701 "ليس كافيا"، في إشارة إلى القرار الذي أنهى حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
وفي حين أكد أن أي حل للصراع في لبنان يجب أن يرتكز على القرار، قال إنه يجب وضع آلية جديدة لضمان تنفيذ القرار "بشكل عادل ودقيق وشفاف".
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في بيروت "نحن نعمل مع حكومة لبنان ودولة لبنان وكذلك حكومة إسرائيل للتوصل إلى صيغة تنهي هذا الصراع مرة واحدة وإلى الأبد".
وقال هوكشتاين إن الصراع الذي خرج عن السيطرة في لبنان كان من الممكن تجنبه، لكن الحلول السابقة "قوبلت بالرفض".
وأشار إلى أن "ربط مستقبل لبنان بالصراعات الأخرى في المنطقة [غزة] لم يكن ولا يزال في مصلحة الشعب اللبناني".
كان هوكشتاين منخرطاً في دبلوماسية مكوكية بين إسرائيل ولبنان في الأشهر الماضية، حيث تسعى واشنطن إلى إنهاء الأعمال العدائية عبر الحدود التي اندلعت في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، بعد يوم واحد من الهجوم الذي شنته حماس عبر الحدود على جنوب إسرائيل. وتقول حزب الله إن قتالها ضد إسرائيل هو دعم لقطاع غزة .
وكان آخر زيارة للمبعوث الأميركي لإسرائيل في 16 سبتمبر/أيلول، وكان في لبنان قبل ذلك في منتصف أغسطس/آب. وقال هوكشتاين خلال المؤتمر الصحفي: "هذه هي زيارتي السادسة أو ربما السابعة للبنان خلال العام الماضي".
ما بعد 1701
ذكرت تقارير إخبارية أن إسرائيل سلمت الولايات المتحدة وثيقة تتضمن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان.
وبحسب مسؤولين أميركيين ومسؤولين إسرائيليين نقلاً عن موقع أكسيوس، قدمت إسرائيل قائمة مطالبها إلى هوكشتاين يوم الخميس الماضي. وتشمل هذه المطالب السماح لقوات الجيش الإسرائيلي بالانخراط في "تطبيق نشط" لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله وإعادة بناء بنيته التحتية العسكرية في مناطق في جنوب لبنان، بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
وتصر إسرائيل أيضاً على أن لقواتها الجوية حرية العمل في المجال الجوي اللبناني.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين لوكالة أكسيوس إنه من غير المرجح إلى حد كبير أن يوافق لبنان أو المجتمع الدولي على هذه المطالب، لأنها تتناقض مع القرار 1701، الذي قال إنه من شأنه أن يقوض سيادة لبنان بشكل خطير.
وقال بري في تصريحات لقناة العربية التلفزيونية المملوكة للسعودية يوم الأحد إنه مكلف من قبل حزب الله منذ عام 2006 بالتفاوض على وقف إطلاق النار نيابة عنه، مضيفا أن المجموعة المدعومة من إيران وافقت على تنفيذ القرار 1701، الذي يدعو أيضا حزب الله إلى الانسحاب شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومترا (20 ميلا) من الحدود مع إسرائيل.
وأكد بري أن هناك توافقا بين الأطراف اللبنانية على القرار، لكنه يرفض أي تعديل عليه، وقال: "لدي خطة لإنقاذ لبنان"، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وقال بري خلال زيارة هوكشتاين إنها "الفرصة الأخيرة" قبل الانتخابات الأميركية للوصول إلى حل في لبنان.
وفي تصريحات مماثلة لقناة العربية الأحد، أكد ميقاتي أيضا التزام بلاده بالقرار 1701، الذي قال إنه يمكن أن يحقق "الاستقرار الطويل الأمد" على الحدود.
وأضاف أن “حزب الله وافق على تطبيق القرار 1701، والمطلوب أيضاً هو وقف العدوان الإسرائيلي والخروقات المستمرة منذ صدور القرار براً وبحراً وجواً”.
منذ أواخر سبتمبر/أيلول، وسعت إسرائيل نطاق ضرباتها ضد أهداف حزب الله في مختلف أنحاء لبنان، وفي الأول من أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت عن غزو بري محدود في الجنوب للقضاء على التهديد الذي يشكله حزب الله على حدودها. وفي مساء الأحد، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الضربات في مختلف أنحاء لبنان، استهدفت فروعا مختلفة لمؤسسة القرض الحسن، وهي مؤسسة مالية يُعتقد أنها مرتبطة بحزب الله. كما وردت أنباء عن غارات جوية كثيفة في الضاحية الجنوبية ــ وهي منطقة سكنية مزدحمة تُعرف باسم الضاحية وهي أيضا معقل لحزب الله.
وقد أسفرت الحرب المستمرة منذ عام عن مقتل أكثر من 2400 شخص في لبنان وإصابة أكثر من 11500 آخرين، بينما أجبرت ما يقرب من 1.2 مليون شخص على النزوح، وفقًا لتقديرات الحكومة.
وتقول القوات الإسرائيلية إن المئات من مقاتلي حزب الله وقادته الكبار قتلوا منذ العام الماضي، بما في ذلك زعيم الجماعة حسن نصر الله.
وفي إسرائيل، قُتل ما لا يقل عن 54 شخصاً في هجمات لحزب الله خلال العام الماضي، وفقاً للسلطات الإسرائيلية، نصفهم تقريباً من الجنود.