تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

وفدان سوداني وأمريكي يتوجهان إلى السعودية للتشاور بشأن محادثات السلام

تلتقي وفود سودانية وأميركية في جدة استعدادا للمحادثات المقبلة الرامية إلى إنهاء الحرب في السودان في الوقت الذي تضغط فيه واشنطن على القيادة العسكرية للانضمام إلى الجولة الأخيرة من المفاوضات.

Saudi security officers stand guard onboard a Saudi vessel docked off the seaport of Port Sudan on April 30, 2023, during evacuations efforts from Sudan. - Heavy fighting again rocked Sudan's capital as tens of thousands have fled the bloody turmoil and a former prime minister warned of the "nightmare" risk of a descent into full-scale civil war. Foreign nations have scrambled to evacuate thousands of their citizens by air, road and sea since the fighting plunged the poverty-stricken country into deadly tur
ضباط أمن سعوديون يقفون حراسًا على متن سفينة سعودية راسية قبالة ميناء بورتسودان في 30 أبريل 2023، أثناء جهود الإجلاء من السودان. — فايز نور الدين/وكالة الصحافة الفرنسية عبر صور جيتي

توجه وزير المعادن السوداني محمد بشير أبو نمو، الجمعة، إلى السعودية على رأس وفد حكومي للتشاور مع ممثلي الولايات المتحدة بشأن دعوة واشنطن لأطراف الحرب في السودان للتجمع من أجل محادثات السلام في جنيف الأسبوع المقبل.

وقال أبونمو في بيان نشره على فيسبوك إن المشاورات في جدة ستركز على "الجرائم والانتهاكات" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد الشعب السوداني وسط صمت المجتمع الدولي تجاه الحرب الأهلية في السودان.

ويعاني السودان من حرب مدمرة منذ 15 أبريل/نيسان 2023، عندما تصاعد الصراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى صراع مسلح.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلنت الحكومة السودانية، المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية، في بيان نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية أنها أرسلت الوفد إلى جدة. ولم يحدد البيان المسؤولين الأميركيين الذين سيحضرون.

وفي أواخر الشهر الماضي، دعت واشنطن الأطراف المتحاربة في السودان إلى محادثات وقف إطلاق النار التي من المقرر أن تبدأ في 14 أغسطس/آب في سويسرا.

وستشارك المملكة العربية السعودية في استضافة المحادثات، التي تضم أيضا الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة كمراقبين.

وقالت مصادر تحدثت لصحيفة سودان تربيون المحلية إن وفد الحكومة في جدة تم تفويضه لمناقشة أجندة محادثات جنيف والدول التي ستراقبها. وبحسب تلك المصادر فإن الحكومة رفضت المقترح الأمريكي بوجود الإمارات كمراقب.

وتتهم الحكومة السودانية الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة وأشكال أخرى من الدعم، وهو ما تنفيه أبو ظبي.

وفي حين قبلت قوات الدعم السريع دعوة الولايات المتحدة لحضور محادثات جنيف، وضعت الحكومة السودانية عدة شروط للمشاركة فيها.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان الشهر الماضي إنها "مستعدة للدخول في أي مفاوضات من شأنها إنهاء احتلال قوات الدعم السريع للمدن ومنازل المواطنين"، لكن أي محادثات يجب أن تسبقها الانسحاب الكامل لقوات الدعم السريع ووضع حد لتوسعها في البلاد.

قال القائد العسكري السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن قواته لن تنضم إلى المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة مع قوات الدعم السريع.

وجاءت تصريحات البرهان بعد أن نجا من هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة عسكرية في ولاية البحر الأحمر بشرق السودان في 31 يوليو/تموز. واتهم الجيش قوات الدعم السريع بالوقوف وراء الهجوم الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل.

وقال البرهان لقواته: "لن نتراجع ولن نستسلم ولن نتفاوض مع أي طرف".

وتحدث البرهان، الاثنين، عبر الهاتف مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وقال القائد العسكري في منشور على موقع X إنه حث بلينكن والإدارة الأمريكية على معالجة مخاوف الحكومة السودانية قبل البدء في أي مفاوضات.

ودعا بلينكن القوات المسلحة السودانية إلى المشاركة في محادثات جنيف التي قال إنها "السبيل الوحيد لإنهاء الصراع" في السودان.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، شدد بلينكين أيضًا على "الحاجة إلى إنهاء القتال بشكل عاجل وتمكين الوصول الإنساني دون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر الخطوط، لتخفيف معاناة الشعب السوداني".

وذكرت مصادر لصحيفة الشرق الأوسط السعودية أن بلينكن وافق خلال مكالمتهما الهاتفية الجمعة على لقاء البرهان قبل محادثات جنيف.

في مايو/أيار 2023، توسطت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في محادثات في جدة بين الأطراف السودانية المتنافسة. لكن المحادثات انهارت بعد شهر واحد عندما اتهم الجيش قوات الدعم السريع بالفشل في تنفيذ شروط الاتفاق الذي تم التوصل إليه هناك. وعقدت الجولة الأخيرة من المفاوضات في ديسمبر/كانون الأول.

وتأتي الجولة المقبلة في وقت يتدهور فيه الوضع الإنساني في السودان بشكل مستمر. فقد أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وأجبرت أكثر من 10 ملايين آخرين على الفرار من منازلهم في ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة نزوح في العالم.