القمة العربية الأكبر في الصين تختتم بـ”إعلان بكين”: ما نعرفه
ويأتي اللقاء في بكين بحضور الزعماء العرب مع احتدام الحرب في غزة، بينما تسعى الصين إلى القيام بدور أوسع في المنطقة.
أصدر المشاركون في القمة الصينية العربية التي عقدت في بكين يوم الخميس بيانا مشتركا حول القضية الفلسطينية في نهاية الاجتماع، أعربوا فيه عن قلقهم العميق إزاء الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وشدد بيان الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وضمان التدفق المتواصل للمساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما جددت رفض الصين والدول العربية للتهجير القسري للفلسطينيين، داعية إلى حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
تأسس منتدى التعاون الصيني العربي في يناير 2004 خلال زيارة الرئيس الصيني آنذاك هو جين تاو إلى القاهرة، بهدف تعزيز العلاقات والتعاون بين الصين والدول العربية . وعقد المنتدى اجتماعه الأول في مقر الجامعة العربية بالقاهرة في سبتمبر 2004.
وترأس الاجتماع الوزاري الذي انعقد يوم الخميس في بكين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق. وحضر الاجتماع مسؤولون من 22 دولة عربية، بحسب وزارة الخارجية الصينية. ومن بين هؤلاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وحضر المنتدى وزراء خارجية السعودية واليمن والسودان وسوريا والعراق والجزائر والمغرب.
كما شارك في الاجتماع وزير الدولة القطري بوزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي، ورئيس وزراء الحكومة الليبية عبدالحميد محمد الدبيبة.
ومثل لبنان في المنتدى الأمين العام لوزارة الخارجية هاني الشميتلي.
وكان من بين الحضور أيضا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن المنتدى اعتمد أيضا وثيقتين – إعلان بكين وخطة تنفيذ العمل.
واستعرض إعلان بكين سبل تعزيز بناء المجتمع الصيني العربي وتعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين. كما تم التأكيد على المواقف المشتركة بين الصين والدول العربية لحل الأزمات الإقليمية ومعالجة جهود مكافحة الإرهاب وقضايا حقوق الإنسان وتغير المناخ وكذلك الذكاء الاصطناعي.
ووضعت خطة تنفيذ العمل إطارا لتعزيز العلاقات والتعاون الصيني العربي في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والسياسة والبنية التحتية والطيران، على مدى العامين المقبلين.
وخلال كلمته الافتتاحية في الاجتماع يوم الخميس، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ التزام بلاده بتعزيز علاقاتها مع الدول العربية باعتبارها “نموذجا للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين”.
وقال: “سنسعى جاهدين معًا لإيجاد حلول للقضايا الساخنة التي تدعم الإنصاف والعدالة وتحافظ على السلام والأمن”.
وفيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أعرب الزعيم الصيني عن دعمه لعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة ودعا إلى عقد مؤتمر سلام دولي "فعال" لحل الصراع.
"منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل كبير، مما ألقى بالناس في معاناة هائلة. وتابع: "لا ينبغي أن تستمر الحرب إلى ما لا نهاية"، مشددا على دعم الصين لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعلن شي أيضا أن الصين ستقدم 500 مليون يوان (69 مليون دولار) كمساعدات إنسانية لغزة. كما تعهد بالتبرع بمبلغ 3 ملايين دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
قُتل أكثر من 36 ألف فلسطيني منذ شنت إسرائيل حملتها الجوية والبرية على قطاع غزة في 7 أكتوبر، ردًا على هجوم حماس عبر الحدود، والذي قتل خلاله المسلحون ما يقرب من 1200 شخص واحتجزوا 240 آخرين كرهائن.
وفي الوقت نفسه، تدهور الوضع الإنساني بسرعة في الجيب المحاصر، حيث أعاقت عمليات إيصال المساعدات بسبب القتال المستمر والإغلاق المتكرر للمعابر الحدودية.
منذ بداية الحرب على غزة، دعت الصين إلى وقف إطلاق النار وأعربت عن دعمها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حل الدولتين. كما أدان أعمال العنف ضد المدنيين، لكنه لم يصل إلى حد إدانة هجوم حماس على جنوب إسرائيل.