شهدت الثورة السوريّة دفقاً غير مسبوق من التعابير الثقافيّة. فمنذ اندلاع التظاهرات في كلّ أنحاء البلاد سنة 2011، وظّف مواطنون من جميع الأطياف الفنّ والهجاء والكتابة الإبداعيّة من أجل الوقوف ضدّ النظام. ولم تدعُ تلك التظاهرات في البداية إلى سقوط الرئيس السوريّ بشار الأسد، بل إلى مزيد من الحريّات والكرامة، وبقيت سلميّة نسبيّاً حتّى كانون الأول/ديسمبر 2011 عندما بدأت مجموعات متمرّدة تتشكّل تحت مظلّة الجيش السوريّ الحرّ ردّاً على عنف القوّات الأمنيّة التابعة للدولة. ومع اختفاء أصوات المواطنين السوريّين وسط الاشتباكات العنيفة التي عصفت بالبلاد في السنوات الستّ الماضية، كيف سيتمّ تذكّر الحسّ الإبداعيّ للثورة في السنوات المقبلة؟
لقد أرادت مصمّمة الغرافيك السوريّة سنا يازجي الحرص على ألا تصبح تلك الأصوات السلميّة والأعمال الإبداعيّة في طيّ النسيان. وبعد هروبها من مسقط رأسها دمشق واستقرارها في بيروت، أنشأت موقعاً بسيطاً من خلال برنامج "ووردبريس" من أجل نشر بعض تلك الأعمال. وكان هدفها أن توثّق كيف رفع السوريّون الصوت وطالبوا بحقوقهم بعد 50 سنة من الصمت الذي فرضته الحكومة.