يراقب شرطي السير محمّد مختار والحسرة تملأ عينيه، طوابير موظّفي السلطة الفلسطينيّة الذين يصطفون عند مطلع كلّ شهر أمام مصرف فلسطين في وسط مدينة غزّة لتقاضي رواتبهم الشهريّة، فيما ينشغل زميله رائد الحلبي في تنظيم حركة سير السيّارات من حولهم، لضمان حصولهم على رواتبهم في شكل منظّم وآمن.
إنّ مختار والحلبي شرطيّان وظّفتهما حكومة "حماس" في غزّة، بجانب نحو 17 ألف موظّف عسكريّ يعملون في وزارة الداخليّة والأمن الوطنيّ بغزّة، بعد استنكاف موظّفي السلطة الفلسطينيّة عن العمل من جراء سيطرة الأولى عسكريّاً على القطاع في حزيران 2007، وهو الأمر الذي جعلهم موظفين غير شرعيّين في نظر السلطة.