أحدث الهجوم الواسع النطاق الذي يشنّه الثوار مؤخراً على الجزء الغربي من مدينة حلب الخاضع لسيطرة النظام، صدمة كبيرة، سواءً لمقاتلي النظام المكلّفين الدفاع عن المنطقة لإبقائها تحت سيطرتهم أو للسكّان الذين لا حيل لهم ولا قوة. تحشد المجموعات الإسلامية قواها منذ بعض الوقت. وقد تقدّمت تنظيمات جهادية بارزة، لا سيما "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة"، الهجوم المنسَّق على جبهات عدّة، والذي يقوده مقاتلون شيشان بحسب التقارير، ويشارك فيه عدد كبير من المقاتلين الأجانب.
بدأ هجوم حلب مباشرةً بعد الهجوم الذي شنّته مجموعات إسلامية على بلدة كسب في محافظة اللاذقية في أواخر شهر آذار/مارس الماضي، وازداد همجية على مراحل، ليبلغ ذروته في الجهود المتضافرة التي بذلها الثوّار لدخول حي الزهراء وفرض حصار على مبنى الاستخبارات الجوية في الشمال الغربي. وهاجم الثوّار أيضاً الأكاديمية العسكرية على طريق دمشق السريع في الشمال الشرقي لمدينة حلب، كما حاولوا قطع الطريق الوحيد الذي يسمح بدخول حلب والخروج منها عبر بلدة خناصر في منطقة الراموسة. وفي الأيام القليلة الماضية، حاول الثوار أيضاً التقدّم من الشرق باتجاه حي الميدان في حلب، وكذلك في المدينة القديمة. لولا انسحاب تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) من الجزء الأكبر من محافظة حلب، لما أمكن شنّ الهجوم، فقد توقَّف الاقتتال الداخلي بين فصائل الثوار الإسلاميين في المنطقة، ما أتاح لهم التركيز على محاربة النظام.