"الدمبلة" في العراق: إدمان الوهم
الفقراء والمعدمون ليسوا الوحيدين الذين يلعبون "الدمبلة" في العراق. فثمّة عدد كبير من التجّار الذين يقصدون نوادي "الدمبلة" من أجل الفوز بإحدى الجوائز الماليّة.
تبدو صالة نادي المسرحيّين في منطقة الكرادة وسط بغداد حيث تُقدَّم المشروبات الروحيّة وتمارَس لعبة "الدمبلة" كسوق مضاربات الأسهم في الأفلام الأميركيّة. الجميع هنا مشدود الأعصاب.. اللاعبون يمسكون بأقلامهم بتوتّر، ولا يُسمع غير صوت الأقراص التي تخلط في السلّة بسرعة كبيرة ليخرج واحد منها حاملاً رقماً قد يقرّب الجالسين من الحصول على الجائزة.
ويضرب محمد سامي الطاولة التي يجلس إليها بقوّة ثم يرمي البطاقة والقلم، بعد أن سمع رقم "45". كان الشاب العشريني الذي يعمل سائق أجرة يعوّل على سماع رقم آخر.. رقم "47" الذي كان سينقذه من ديونه التي تراكمت. فيقول حانقاً "تعسّر إعلان هذا الرقم الأخير الذي كان سيربحني مبلغ ألف دولار أميركي".