استخدام عبارة مثل "أخلاقيات العمل السياسي" أمر مثير للتهكّم والسخرية في العراق. والسخرية لا تأتي فقط من المواطن العادي الذي اختبر في علاقاته مع السياسة ماضياً وحاضراً مؤلمَين سمحا له بربط السياسة بكل ما يتنافى ومصطلح "الأخلاق"، بل إن الأمر يمتدّ ليشمل الوسط السياسي نفسه الذي يعرّف طيف واسع منه السياسة بأنها تخطّ للالتزامات وتنصّل من الوعود وتلاعب بالحقائق وتزوير وتدليس للوصول إلى المكاسب.
لسنا بمعرض بحث الجذر التاريخي لمفهوم السياسة أو الخدمات والقفزات الكبيرة التي قدّمتها سواء على مستوى تنظيم المجتمعات والتعبير عن إرادتها وحلّ مشكلاتها وأزماتها الداخليّة، أو حفظ النوع البشري من الإبادة تحت طائلة الحروب المستمرّة.