لم تُثر القنبلة التي فجّرها اللواء سليم إدريس رئيس هيئة أركان "الجيش السوري الحرّ"، الأسبوع الماضي عندما قال إنه مستعد لرصّ الصفوف مع النظام ضدّ المجموعات التابعة لتنظيم "القاعدة" في سوريا، الاهتمام الذي تستحقّه، لا سيّما وأنه حاول لاحقاً التراجع والتخفيف من وقع تصريحه. لكن الرسالة المبطّنة كانت واضحة جداً للمراقبين: مسلّحو المعارضة في "الجيش السوري الحرّ" المدعومون من الغرب و"المعتدلون" يلفظون أنفاسهم الأخيرة، فقد استُنفِدت قواهم وأصابهم اليأس. إنهم يخوضون الآن معركتهم الأخيرة في محاولة لإنقاذ ما تبقّى.
أن يكون هذا التصريح قد صدر بدافع اليأس عن تنظيم أقسم بأنه لن يتعامل أبداً مع الرئيس بشار الأسد، وبأن هدفه المعلن الوحيد هو الإطاحة به من السلطة، يكشف الكثير عن المؤامرات والتعقيدات والمكائد التي تطبع النزاع السوري الذي يقف الآن على عتبة عامه الثالث ويغرق أكثر فأكثر في مستنقع شديد الفوضى.