كان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في مكتبه الفسيح في الطابق الثاني من السراي العثمانية الكبيرة في قلب بيروت، يروي لي بحماس ظاهر، كيف أن السلطات الكويتية أبلغته أن نحو عشر طائرات مملوءة بالمسافرين، ستحط يومياً في مطار بيروت، على مدى أكثر من أسبوع، حاملة سياحاً كويتيين آتين لقضاء عطلة رسمية طويلة في بلادهم، تمتد على نحو عشرة أيام. وكان ميقاتي الآتي من عالم المال الأعمال إلى السياسة، يشرح كيف أنه استدعى الوزير المختص وطلب منه الاهتمام بهؤلاء السياح الكويتيين بدقة وعناية شديدة، كونهم من طلائع الزوار الخليجيين الذين يزورون لبنان، بعد شبه مقاطعة من دول خليجية أخرى، لأسباب سياسية مغلفة بالطابع الأمني...
لكن المشهد اللبناني خارج السراي، بدا أكثر قتامة واسوداداً. حتى أن البعض بات يتكلم عن بداية تحلل الدولة اللبنانية واندثارها. ففي غضون عطلة الأسبوع الماضي، كان الوضع الأمني في مختلف المناطق اللبنانية، ينوء تحت أعباء ثقيلة، رتبتها عليه عوامل ثلاثة متفاعلة ومتضاعفة.