تبدو علامات التعب واضحة على رجال الامن العام اللبناني المكلفين بإنجاز عمليات ختم جوازات السفر للعابرين برا من لبنان الى سوريا، وبالعكس، عند " مركز المصنع " الحدودي . يشكو احدهم من ان قوافل العابرين السوريين النازحين الى لبنان ، تكاد لا تهدا . يقول" حينما تشتد الاعمال العسكرية في ريف دمشق، يشتد علينا ضغط العمل هنا. احيانا نستقبل في اليوم الواحد اكثر من خمسماية نازح سوري وفلسطيني . يستدرك ، " لكن احيانا تحدث أمور محيرة . ففي بعض الايام تكون اعداد النازحين من سوريا، متساوية مع اعداد النازحينث العائدين اليها " . يعلق وكانه يحادث نفسه : " لا منطق في هذه الحرب ، تماماً كما انه لا منطق لمعدلات النزوح ذهابا وإيابا" . يقول : ان معاناة الهجرة لدى السوريين، تجعلنا نشعر بان هناك انتفاضة سورية اخرى ستضرب عندنا هنا ". ان مبنى الامن العام اللبناني في نقطة المصنع ضيق جداً ولا يتسع لمواكبة هجرتهم المتدفقة . احيانا يغضب بعض النازحين ، ويتمرد على الانتظار في صفوف ختم جوازت سفرهم الطويلة . بعلق احد عناصر نقطة المصنع : " هذا المبنى ، لم يتم توسيعه منذ بناه الانتداب الفرنسي خلال عقد عشرينيات القرن الماضي". ،
وعلى الطريق الدولي من نقطة المصنع السوري، حتى مدخل مدينة دمشق، تبدو الاشياء وكانها على حالها. لافتة تقول لك : " دمشق ترحب بكم" . وبعيدا قليلا منها، نصبت فوق تلة ترتفع قليلا عن الطريق ، جدارية كبيرة تصور وجه الرئيس الاب حافظ الاسد وقد اعتمر قبعته العسكرية الرسمية ، و من وراء منكبيه يطل وجها ولديه ، بشار الرئيس الحالي ، وباسل الذي كان سيكون هو رئيس الجمهورية ، لولا وفاته بحادث سير مروع .