تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البيت الأبيض يرفض الخطة العربية لغزة بعد الحرب ويصر على موقف ترامب

رفضت إدارة ترامب الاقتراح العربي المشترك بشأن غزة ما بعد الحرب رفضا قاطعا، وأصرت على خطتها بمعاملة غزة باعتبارها مشروعا عقاريا شبهه المراقبون بالتطهير العرقي.

Jared Szuba
مارس 5, 2025
A Palestinian family (C-L) eat an iftar meal, the breaking of the fast, in their destroyed house amid the rubble of buildings in Beit Lahia in the northern Gaza Strip on March 4, 2025, during the Muslim holy fasting month of Ramadan. UN chief Antonio Guterres said he strongly endorsed an Egyptian plan put to Arab leaders at a summit in Cairo on March 4 for Gaza's reconstruction without displacement of its Palestinian inhabitants. (Photo by Bashar TALEB / AFP) (Photo by BASHAR TALEB/AFP via Getty Images)
عائلة فلسطينية تفطر في منزلها المدمر وسط أنقاض المباني في بيت لاهيا شمال قطاع غزة في 4 مارس 2025، خلال شهر رمضان المبارك. — بشار طالب/وكالة الصحافة الفرنسية عبر صور جيتي

واشنطن - رفض البيت الأبيض يوم الخميس خطة مشتركة طرحتها دول عربية لإرساء الأمن في غزة بعد الحرب.

وقال بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب، في بيان: "الاقتراح الحالي لا يعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليا ولا يمكن للسكان العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة".

وجاء في البيان: "يتمسك الرئيس ترامب برؤيته لإعادة بناء غزة خالية من حماس. ونحن نتطلع إلى مزيد من المحادثات لإحلال السلام والازدهار في المنطقة".

وجاء الرفض بعد ساعات من اعتماد المسؤولين العرب المجتمعين في القاهرة اقتراح مصر المضاد بقيمة 53 مليار دولار لغزة بعد الحرب، والذي يهدف إلى تمكين سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من البقاء داخل الجيب المدمر بينما توفر دول الخليج التمويل للتعافي وإعادة الإعمار.

وتتضمن الخطة المصرية تنازل حماس عن مطالبها بالحكم في القطاع وإفساح المجال أمام هيئة من التكنوقراط لإدارة غزة قبل أن تتولى السلطة الفلسطينية الإصلاحية السلطة هناك. ومن المقرر أن تعقد الانتخابات في غضون عام واحد بموجب الاقتراح.

وفي حديثه خلال قمة القاهرة الثلاثاء، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ـ الذي يتشبث بالسلطة منذ إعلان حالة الطوارئ وسط حرب أهلية مع حماس في عام 2006 ـ إن الانتخابات ستجرى "إذا كانت الظروف مناسبة".

وشكلت القمة في القاهرة عرضا نادرا للوحدة بين الدول العربية، التي دعت لعقود من الزمن إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني - وهو احتمال أيدته إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن متأخرا، لكن ترامب لم يشر إلى نيته دعمه.

وطرحت حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاقتراح الجديد بعد أن طرح ترامب فكرة الشهر الماضي والتي تقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة تطويره وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد إخلاء غالبية سكانه إلى مواقع في مصر والأردن.

وأثار اقتراح ترامب غضبا واستياء في العالم العربي وبين حلفاء الولايات المتحدة، حيث شبهه الخبراء والمؤرخون بالتطهير العرقي.

في الشهر الماضي، سعى الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن إلى إبعاد ترامب عن الخطة خلال زيارة إلى البيت الأبيض، محذرا من أن اقتصاد بلاده لا يمكنه تحمل تدفق آخر للاجئين. ويستضيف الأردن ما يصل إلى 1.3 مليون سوري من الحرب الأهلية في البلاد، ونصف سكانه تقريبا من الفلسطينيين، من نسل النازحين في حروب سابقة مع إسرائيل.

وقد رد مسؤولون في البيت الأبيض على هذه الانتقادات من خلال وصف خطة ترامب بأنها إنسانية النية. لكن الرئيس قال الشهر الماضي إن الفلسطينيين الذين يغادرون غزة كجزء من خطته "لتطوير العقارات" لن يكون لهم الحق في العودة إلى ديارهم، مما يشير إلى أنهم لا يريدون ذلك.

لقد أدت الحملة الجوية التي شنتها إسرائيل ضد حماس خلال الحرب التي استمرت 15 شهراً والتي نشأت بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى تدمير القطاع المكتظ بالسكان. وتشير التقديرات إلى أن نحو 51 مليون طن من الأنقاض تتناثر في كل مكان، وقضى أغلب السكان شهوراً عديدة من الصراع على حافة المجاعة.

وقد أدى سلوك الحكومة الإسرائيلية في الحرب إلى إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت وزعيم حماس يحيى السنوار. وقتلت القوات الإسرائيلية السنوار في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2024.

أصدر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، السبت، قرارا يسمح بتجاوز الكونغرس بشأن الأمن القومي من خلال بيع أسلحة هجومية وذخائر لإسرائيل بقيمة 4 مليارات دولار.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، أنها ستوقف نقل البضائع إلى غزة، بما في ذلك المساعدات الإنسانية، في محاولة للضغط على حماس لقبول شروط جديدة لوقف إطلاق النار الموسع.

Related Topics