وزير الخارجية السوري يزور السعودية في أول رحلة خارجية والشرع يشيد بالرياض

بيروت - أعلن وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني الاثنين أنه تلقى دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية، فيما ستكون أول رحلة رسمية له إلى الخارج منذ توليه منصبه في 21 ديسمبر/كانون الأول.

وكتب الشيباني، الذي تم تعيينه وزيرا للخارجية في الإدارة الجديدة التي تولت السلطة بعد سقوط الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول، على حسابه الرسمي على موقع X أنه قبل "بكل حب وسرور" الدعوة التي وجهها إليه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله لزيارة المملكة.

وأضاف "يشرفني أن أمثل بلدي في أول زيارة رسمية لي، ونتطلع إلى بناء علاقات استراتيجية مع أشقائنا في المملكة في كافة المجالات".

ولم تعلق الحكومة السعودية على الزيارة حتى الآن.

لماذا هذا مهم: يأتي إعلان الشيباني بعد يوم واحد من إشادة الزعيم الفعلي لسوريا أحمد الشرع، الذي يرأس أيضًا هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم الخاطف الذي أطاح بالأسد في وقت سابق من هذا الشهر، بالدعم السعودي لسوريا.

وفي مقابلة واسعة النطاق مع قناة العربية المملوكة للسعودية يوم الأحد، زعم الشرع أن السعودية تسعى إلى الاستقرار في سوريا ولديها العديد من الفرص الاستثمارية في البلاد، لكنه لم يوضح المزيد عنها.

وقال "أنا فخور بكل ما فعلته السعودية من أجل سوريا، ولها دور كبير في مستقبل البلاد".

وتحدث الرئيس السوري أيضا عن طفولته في السعودية، قائلا إنه ولد في الرياض وعاش فيها حتى سن السابعة، معربا عن أمله في زيارة المملكة قريبا.

وأشاد الشرع بالتصريحات السعودية الأخيرة ووصفها بأنها "إيجابية للغاية"، وقال إن الإطاحة بالأسد صفعة لإيران ينبغي أن ينظر إليها على أنها موضع ترحيب من قبل دول الخليج العربية.

وفي 22 ديسمبر/كانون الأول، زار وفد سعودي رفيع المستوى برئاسة مستشار من الديوان الملكي في المملكة دمشق والتقى بالشرعة. ولم يتم الكشف عن تفاصيل اللقاء. لكن بحسب مصدر مقرب من الحكومة السعودية تحدث لوكالة فرانس برس الأسبوع الماضي، ركزت المحادثات على الوضع في سوريا وملف مخدر الكبتاجون .

لقد أصبحت تجارة المخدر المسمى "كبتاجون" صناعة تدر مليارات الدولارات في ظل النظام السوري السابق. وبعد إنتاجه في سوريا، يتم نقله غالباً عبر الأردن إلى الخليج، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.

وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول، وبعد ساعات من الإعلان عن سقوط الأسد، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا أعربت فيه عن ارتياحها "للخطوات الإيجابية التي اتخذت لضمان سلامة الشعب السوري".

وأكدت المملكة "دعمها الثابت" للشعب السوري خلال ما وصفته بـ "المرحلة الحرجة في تاريخ البلاد".

اعرف المزيد: قطعت المملكة العربية السعودية العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في عهد الأسد في عام 2012 بسبب حملة القمع الوحشية التي شنها النظام السابق ضد الاحتجاجات السلمية التي اندلعت في عام 2011 وأدت إلى الحرب الأهلية. وقد دعمت المملكة المتمردين ضد القوات الحكومية طوال الحرب في سوريا.

ومع استعادة الأسد السيطرة على معظم الأراضي السورية في السنوات الماضية، قامت المملكة العربية السعودية، إلى جانب بلدان أخرى في المنطقة مثل الإمارات العربية المتحدة، بإعادة إحياء علاقاتها مع الحكومة السابقة.

وفي مايو/أيار 2023، وبعد أن أعادت جامعة الدول العربية عضوية سوريا، وافقت الرياض على إعادة العلاقات مع دمشق، وفي مايو/أيار من هذا العام، عينت أول سفير لها في سوريا منذ أكثر من عقد من الزمان.

أرسلت قطر، الاثنين، أول رحلة مساعدات مباشرة إلى مطار دمشق الدولي، محملة بمساعدات إنسانية ومساعدات فنية.