تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قطر تؤكد اهتمامها المتجدد بمحادثات غزة وتريد "موقفا عربيا موحدا" بشأن سوريا

وتقول الدوحة، التي علقت في وقت سابق جهود الوساطة، إنها تدعم نموذج حكم فلسطيني قابل للتطبيق، وتعمل على صياغة موقف عربي مشترك بشأن سوريا يشمل وجهات نظر خليجية متباينة.

Jennifer Gnana
ديسمبر 8, 2024
Advisor to the Qatari Prime Minister and Official Spokesperson of the Ministry of Foreign Affairs Majed Al-Ansari speaks at the Doha Forum on Dec. 8, 2024.
مستشار رئيس الوزراء القطري والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية ماجد الأنصاري يتحدث في منتدى الدوحة في 8 ديسمبر 2024. — X/وزارة الخارجية القطرية

الدوحة ـ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية يوم الأحد إن هناك "اهتماما متجددا" بإحياء محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وذلك بعد شهر من إعلان الدولة الخليجية أنها لن تشارك بعد الآن في قيادة الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار. وجاءت هذه الأنباء في نفس اليوم الذي أعلن فيه المتمردون السوريون سيطرتهم على دمشق، مما أدى إلى إنهاء حكم بشار الأسد الذي دام 24 عاما.

وقال ماجد الأنصاري للصحفيين على هامش منتدى الدوحة يوم الأحد "هناك اهتمام متجدد بالتعامل من الجانبين. قلنا إننا سنترك الوساطة حتى نرى بعض الجدية من الجانبين".

وأضاف "نحن بحاجة إلى تنازلات من الجانبين، ونحتاج إلى تخفيف المواقف التي اتخذت من قبل حتى نتمكن من مواصلة تلك المحادثات".

وتأتي تعليقات الأنصاري في أعقاب القرار المفاجئ الذي اتخذته الدوحة في نوفمبر/تشرين الثاني بتعليق جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس، والذي ألقى المتحدث باسمها آنذاك باللوم فيه على "عدم رغبة" الطرفين في الانخراط بشكل إيجابي في المناقشات.

وذكرت المونيتور في 8 نوفمبر/تشرين الثاني أن قطر، استجابة للضغوط الأميركية، طلبت من حماس مغادرة البلاد بعد أن رفضت الجماعة الفلسطينية المسلحة اقتراحا آخر للإفراج عن رهائن.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن لمراسلة المونيتور إليزابيث هاجيدورن إنه في حين كانت الدوحة بمثابة منصة للمحادثات "لا تقدر بثمن"، فإن هذه المرحلة انتهت لأن وجود حماس في البلاد لم يعد مقبولاً.

لقد وضعت الدوحة نفسها كوسيط بين الولايات المتحدة وخصومها مثل روسيا وإيران وكذلك الحركات الإسلامية بما في ذلك حماس. كما استضافت البلاد حركة طالبان الأفغانية منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وتعرضت قطر لضغوط من الولايات المتحدة في منتصف أكتوبر لطرد حماس.

وقال الأنصاري، الأحد، إن بلاده ملتزمة بدعم "نموذج حكم فلسطيني قابل للتطبيق في كافة الأراضي الفلسطينية معا".

وأضاف "نحن بحاجة إلى دعم نموذج الحكومة الفلسطينية، السلطة الفلسطينية، حتى تتمكن من الحكم في جميع الأراضي الفلسطينية، ونحن بحاجة إلى التأكد من أن الاحتلال ليس هو الواقع الجديد في غزة".

ويأتي الانهيار المبكر لمحادثات وقف إطلاق النار في الوقت الذي تدخل فيه الحرب في غزة عامها الثاني، حيث قتل ما يقرب من 45 ألف شخص. وشنت إسرائيل الحرب في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 1200 إسرائيلي.

وتظل دول الخليج حذرة من استمرار امتداد الصراع في قطاع غزة. فقد سقط نظام الأسد، الذي كان متحالفاً مع إيران، يوم الأحد عندما سيطرت قوات المتمردين المدعومة من تركيا على دمشق.

وأضاف الأنصاري أن قطر، التي على عكس دول الخليج الأخرى لم تقم أبدا بتطبيع العلاقات مع الأسد، تعمل على "موقف عربي موحد" فيما يتعلق بسوريا.

وقال "نحن نتجه الآن إلى الصيغة العربية ضمن مجموعة الاتصال العربية من أجل أن يكون لدينا موقف عربي موحد بهذا الشأن".

وأضاف "لذلك أعتقد أنه من الأفضل صياغة موقف عربي شامل يشمل موقف مجلس التعاون الخليجي. نحن نتحدث مع شركائنا الآن حول هذا الأمر، ولكننا ما زلنا نعمل على صياغة الموقف أثناء سيره".

إن الموقف العربي الشامل من شأنه أن يساعد في التغلب على الخلافات الداخلية داخل مجلس التعاون الخليجي. فقد قدمت دول الخليج مثل الإمارات العربية المتحدة مبادرات للأسد في السنوات الأخيرة. فقد افتتحت الإمارات العربية المتحدة سفارة لها في دمشق في عام 2018، وسافر الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة في عام 2022 في أول زيارة له إلى دولة عربية منذ اندلاع الحرب. وأعادت جامعة الدول العربية سوريا إلى الجامعة في عام 2023، في وقت بدا فيه أن الصراع قد تم احتواؤه إلى حد كبير في الجزء الشمالي الغربي من البلاد.

وكانت قطر قد دعمت في السابق المتمردين المعارضين السوريين أثناء بداية الحرب الأهلية في عام 2012، بما في ذلك توفير التمويل والأسلحة لمجموعات مختلفة تقاتل ضد الأسد.

وقال الأنصاري "لا أعتقد أنه سر أن لدينا آراء مختلفة للغاية حول كيفية التعامل مع النظام السوري. نحن الدولة الوحيدة في الخليج التي قطعت علاقاتها مع النظام. وقد قررت دول أخرى في مجلس التعاون الخليجي المشاركة وحتى إصدار بيانات ودعم خلال اليومين الماضيين".

وأكد أن دول مجلس التعاون الخليجي تتطلع إلى العمل بشكل أوثق بشأن سوريا، حيث أجرى وزير الخارجية القطري "مناقشات وثيقة للغاية" مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال زيارته إلى الدوحة السبت.

Related Topics