السوريون يهتفون بسقوط الأسد والمنطقة ترد
سيطر المتمردون السوريون على دمشق ويقولون إنهم أطاحوا بنظام الرئيس بشار الأسد بعد أن حكمت عائلته سوريا لأكثر من نصف قرن.
أعلنت المعارضة السورية الأحد سقوط الرئيس بشار الأسد بعد دخول قواتها العاصمة دمشق، منهية حكم عائلة الأسد الذي استمر أكثر من 50 عاما في سوريا.
أوقف التلفزيون السوري الرسمي بثه في وقت لاحق من يوم الأحد، وبث بيانا جاء فيه: "انتصار الثورة السورية العظيمة وسقوط نظام الأسد المجرم".
وفي بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي في وقت سابق من يوم الأحد، قالت مجموعة من مقاتلي المعارضة التي تقود هجوما كبيرا ضد القوات الحكومية منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني، إنهم "حرروا" دمشق وأطاحوا "بالطاغية بشار الأسد"، مضيفين أن جميع المعتقلين في سجون النظام تم إطلاق سراحهم.
من جانبه، قال هادي البحرة رئيس المعارضة السورية الرئيسية في الخارج (الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة السورية) في بيان الأحد إن دمشق أصبحت الآن "بدون بشار الأسد".
ونشرت قوات المعارضة منذ فجر الأحد مقاطع فيديو وصورا من داخل القصر الرئاسي ومنزل الأسد، بعد ورود تقارير عن فرار الأسد من البلاد.
وخرجت أعداد كبيرة من الناس إلى شوارع دمشق وأماكن أخرى في سوريا يهتفون بسقوط الأسد ويهتفون "عاشت سوريا".
تم إزالة وتدمير تماثيل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والد بشار، في جميع أنحاء سوريا على يد مجموعات من الناس.
وبحسب بيانات موقع Flightradar، غادر الأسد دمشق على متن طائرة قبل ساعات من وصول المتمردين إلى المدينة. ولا يزال مكانه غير معلوم على الرغم من التقارير غير المؤكدة التي تفيد بأنه توجه إلى دبي.
وذكرت تقارير أن عائلة الأسد فرت إلى موسكو بعد أيام قليلة من شن المتمردين هجومهم في شمال سوريا أواخر الشهر الماضي.
ويأتي سقوط الأسد بعد أسبوع واحد فقط من قيام المتمردين، بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية والتي تضم مجموعات معارضة أخرى، بما في ذلك الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، بشن هجوم مفاجئ على محافظة حلب الشمالية التي تسيطر عليها الحكومة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، وسيطروا بسرعة على محافظتي حماة وحمص الرئيسيتين في الأيام التالية، قبل الوصول إلى أبواب دمشق يوم السبت.
حكمت عائلة الأسد سوريا بقبضة من حديد منذ تولى حافظ الأسد السلطة في عام 1971. وخلفه ابنه بشار بعد وفاته في عام 2000. في عام 2011، بدأت الاحتجاجات المناهضة للنظام في جنوب سوريا، والتي ردت عليها القوات الحكومية بالعنف، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية طويلة ووحشية في جميع أنحاء البلاد.
وتمكن الأسد من استعادة السيطرة على معظم الأراضي السورية خلال السنوات الماضية، بدعم كبير من إيران ووكلائها وكذلك روسيا.
ردود الفعل
وفي أول تعليق رسمي من الإمارات العربية المتحدة على سقوط الأسد، قال مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش الأحد إن الأحداث في سوريا "مؤشر واضح على الفشل السياسي".
وأضاف "نأمل أن يعمل السوريون معًا، وألا نشهد حلقة أخرى من الفوضى الوشيكة".
وردا على سؤال حول ما إذا كان الأسد موجودا في الإمارات، رفض قرقاش السؤال قائلا إنه "حاشية في التاريخ".
من جهتها، قالت قطر الأحد إنها لا تملك تأكيدات بشأن استقبال الأسد في أي عاصمة بالمنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري للصحفيين في منتدى الدوحة الذي عقد في العاصمة القطرية يوم الأحد "الوضع تغير. إنه (الأسد) لم يعد رئيسا".
وأضاف "لم يكن لدينا أي تعامل مع النظام السوري، وحافظنا على موقفنا تجاه النظام السوري لأننا قلنا دائما إن تضحيات الشعب السوري لا ينبغي أن يتم التغاضي عنها".
ورحبت قوى أخرى في المنطقة بسقوط الأسد. وكتب رئيس قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد مظلوم عبدي على موقع إكس يوم الأحد: "نشهد لحظات تاريخية مع سقوط النظام الاستبدادي في دمشق. هذا التغيير هو فرصة لبناء سوريا جديدة قائمة على الديمقراطية والعدالة التي تضمن حقوق جميع السوريين".
وبالتوازي مع المكاسب التي حققها مقاتلو المعارضة في شمال ووسط سوريا في الأيام الماضية، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بشكل كامل على مدينة دير الزور في شرق سوريا ومعبر البوكمال القريب مع العراق، الجمعة، بعد انسحاب القوات الحكومية منها في ضربة أخرى للأسد.