أصدر زعيم حزب الله في لبنان تهديدات جديدة ضد إسرائيل يوم الأربعاء مع استمرار إطلاق النار الكثيف عبر الحدود ، متعهدا بضرب المزيد من الأهداف الإسرائيلية والقضاء على دبابات البلاد في حالة غزو البلاد.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمة متلفزة ألقاها بمناسبة يوم عاشوراء، إن “الاستمرار في استهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف تجمعات جديدة لم تكن مستهدفة من قبل”.
وتأتي تصريحات نصر الله بعد يوم واحد من مقتل خمسة مدنيين على الأقل، جميعهم سوريون ومن بينهم ثلاثة أطفال، في عدة غارات جوية إسرائيلية في جنوب لبنان، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وبحسب إحصاء رويترز، قُتل أكثر من 100 مدني وأكثر من 300 من مقاتلي حزب الله منذ أن بدأ حزب الله والجيش الإسرائيلي تبادل إطلاق النار على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية في أكتوبر الماضي.
وفي إسرائيل، قُتل 17 جنديًا و13 مدنيًا، بحسب السلطات المحلية.
وبدأ حزب الله المدعوم من إيران إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، دعما لحركة حماس الفلسطينية في حربها ضد إسرائيل في قطاع غزة. وتصاعدت الأعمال العدائية عبر الحدود منذ ذلك الحين، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع وانتشارها إلى بقية المنطقة.
في خطابه يوم الأربعاء، تناول نصر الله التقارير الإسرائيلية التي تزعم أن الجيش يعاني من نقص في الدبابات والذخيرة وسط هجومه المستمر على قطاع غزة.
وأضاف: "إسرائيل لا تعاني فقط من نقص الجنود لخوض الحرب، بل تعاني الآن من نقص في الدبابات والذخائر".
وحذر قائلا: “إذا جاءت دباباتكم إلى لبنان وجنوبه، فلن تعانيوا من نقص الدبابات، لأنه لن تبقى لديكم دبابات”.
وهددت إسرائيل مرارا وتكرارا بحرب شاملة ضد لبنان للقضاء على تهديد حزب الله. وفي الوقت نفسه، فإن الجهود الدبلوماسية، بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا بشكل رئيسي، تكافح من أجل التوصل إلى اتفاق يتضمن حلاً سلمياً للأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل.
وتطرق نصر الله إلى ما تردد عن مثل هذه المساعي، قائلا: “كل ما يشاع عن اتفاق جاهز للوضع على الجبهة اللبنانية غير صحيح”.
وأشار نصر الله إلى الجماعات الأخرى المدعومة من إيران في المنطقة والتي تشن هجمات ضد إسرائيل، بما في ذلك الحوثيين في اليمن، قائلا إن “الوضع المستقبلي في الجنوب سيتقرر بناء على نتائج المعركة التي تخوضها المقاومة والجبهات الداعمة لها”. سوف ينتصر."
وأكد أن القتال لن يتوقف طالما استمرت الحرب الإسرائيلية في غزة وضد الشعب الفلسطيني.
ذكرى عاشوراء
وألقى نصر الله كلمته في ختام مراسم عاشوراء التي أقامها المسلمون الشيعة في وقت سابق من يوم الأربعاء في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.
يصادف عاشوراء اليوم العاشر من شهر محرم عند المسلمين. ويحيي الشيعة في ذلك اليوم ذكرى مقتل الإمام الحسين حفيد النبي محمد خلال معركة كربلاء بالعراق في القرن السابع الميلادي.
أحيا الملايين من المسلمين الشيعة في جميع أنحاء العالم ذكرى عاشوراء، في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية وسط الحرب بين إسرائيل وحماس.
ونُظمت مسيرات ومواكب كبيرة في العديد من البلدان ذات السكان الشيعة، فضلاً عن إعادة تمثيل معركة كربلاء، واجتذبت المزارات الشيعية حشوداً كبيرة حداداً على وفاة الإمام الحسين.
وشهدت إيران، أكبر دولة شيعية في العالم، مواكب حداد في مدنها. قال التلفزيون الرسمي الإيراني، اليوم الثلاثاء، إن 6 ملايين زائر إيراني سافروا إلى كربلاء بالعراق لإحياء ذكرى عاشوراء.
وفي اليمن، خرجت حشود كبيرة إلى شوارع صنعاء، مرددين شعارات مؤيدة للشعب الفلسطيني، بينما ألقى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي كلمة في ذكرى عاشوراء.
وتوجه العديد من المسلمين الشيعة في سوريا إلى مقام السيدة زينب بالقرب من العاصمة دمشق، وهو أحد المزارات الشيعية الأكثر زيارة في سوريا.
وأحيى الشيعة في عمان ذات الأغلبية المسلمة ذكرى عاشوراء بعد أيام من الهجوم الذي استهدف مسجدا شيعيا في العاصمة مسقط في وقت متأخر من يوم الاثنين. وقتل ستة أشخاص على الأقل في إطلاق النار الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
وفي السنوات الماضية، تكررت الهجمات ضد الشيعة بمناسبة عاشوراء.
ويشكل الشيعة حوالي 10% من مسلمي العالم البالغ عددهم 1.8 مليار نسمة، وفقاً لمركز بيو للأبحاث ومقره الولايات المتحدة. ويقدر عددهم بين 154 مليون و200 مليون.
