البصرة - مع حلول مراسيم الأربعين الشيعيّة في 9 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، سرعان ما تقدّم أفراد مسيحيّون للمشاركة في الشعائر الشيعيّة كمثال للتعايش والتفاعل المجتمعيّ بين الأقليّة المسيحيّة والأغلبيّة الشيعيّة في وسط العراق وجنوبه، ومنهم المسيحيّ البصريّ يوسف توما الياس، الذي يبلغ من العمر 58 عاماً، وقد خدم الزوّار الشيعة الذين يحجّون إلى الإمام الحسين مشياً على الأقدام إلى كربلاء، حيث يقع ضريحه المقدّس، لكنّ هذه الرسائل الإيجابيّة الصادرة عن أفراد من الأقليّة المسيحيّة يبدو أنّها تخفي خوفاً عميقاً وانعدام ثقة تجاه الأغلبيّة التي عجزت عن حمايتهم من تهديدات المتشدّدين طوال الأعوام الأخيرة.
بعدما كانت مدينة البصرة تمثّل تاريخيّاً نموذجاً رائعاً للتعايش والانسجام الثقافيّ بين مختلف مكوّناتها الدينيّة، تواجه تهديداً بفقدان تنوّعها الدينيّ الثريّ من الأقليّات غير المسلمة، ومن دلائل ذلك اندفاع المسيحيّين للانغلاق على أنفسهم من أجل الحفاظ على خصوصيّتهم الدينيّة والثقافيّة.