العسكرة تغرق مدن العراق
مع صعود موجة الأعمال الإرهابيّة في المدن العراقيّة، تتزايد المظاهر العسكريّة فيها، ممّا يؤدّي إلى انزعاج الناس وتعطيل مجرى حياتهم وخوفهم من عسكرة المجتمع وتضعيف الحياة المدنيّة فيه.
العراق، بغداد - لم يكن بيان وزارة الداخليّة في 2016/07/17 بضرورة نقل المظاهر العسكريّة من داخل المدن العراقيّة، وفق توجيهات رئيس الوزراء القائد العام للقوّات المسلّحة حيدر العبادي، إلاّ اعترافاً صريحاً وواضحاً بالأعباء الّتي يعاني منها المواطن من هذه المظاهر الّتي تطغى على ملامح الدولة المدنيّة.
وفي الحقيقة، فإنّ مظاهر التّعبئة العسكريّة في الحياة المدنيّة العراقيّة، ليست بجديدة. فقد بدأت "مظاهر وجود السلاح في الشارع ونقاط التفتيش والبدلات العسكريّة تنتشر في مدن العراق منذ سبعينيّات القرن الماضي"، وفق الباحث المتخصّص في تاريخ العراق وليد يوسف عطو. ثمّ تعزّزت عسكرة المجتمع بصورة أوسع بتجنيد القادرين على حمل السلاح في فصائل "الجيش الشعبيّ" التّابعة لنظام الرئيس صدّام حسين، حين بدأ حربه ضدّ جمهوريّة إيران الإسلاميّة (1980-1988).