لأول مرة منذ اندلاع الانتفاضة الثانية، استدعت الحكومة الاسرائيلية قوات الدفاع الإسرائيلية إلى القدس في 13 تشرين الأول / أكتوبر. وعندما تولى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السلطة لأول مرة عام 1996، كان شعار حملته الانتخابية «بيريز سوف يقسم القدس.» وسرعان ما انتشر هذا الشعار وأساء إلى حظوظ زعيم حزب العمل الانتخابية شمعون بيريز مستغلا قدسية القدس للغالبية العظمى من الإسرائيليين أينما حلّوا. فرفع نتنياهو وضع القدس إلى مستوى جديد، وسرعان ما استحال وصيا وحاميا رسميا للمدينة. ومنذ ذلك الحين، في كل مرة يكثر الحديث في الصحف الاسرائيلية عن مساع دبلوماسية لتحقيق السلام، سرعان ما يقوم الناطقون باسم الليكود باتهام اليسار بمحاولة تقسيم القدس. إلا أن القدس مقسمة اليوم بكل ما للكلمة من معنى، وليس لليسار يدا في ذلك.
يجدر التذكير في هذا الإطار أن الحكومة الحالية في اسرائيل يمينية عن حق وحقيقة، وهي المرة الأولى التي لا تتضمن فيها الحكومة عنصرا معتدلا أو وسطيا كما جرت العادة في الماضي، ونذكر على سبيل المثال حزب العمل (إيهود باراك) أو كاديما (تسيبي ليفني). حتى أن وزراء الليكود المعتدلين مثل دان مريدور وميخائيل إيتان قد غابوا عن الأنظار، ومن المفارقة أن الحكومة حكومة يمينية يتم إرغامها على الاعتراف بأن القدس مقسمة واقعياً - إلى غرب وشرق، ويهود ضد فلسطينيين.