أكد مصدر دبلوماسي أممي في بيروت لموقعنا، أن اتفاقاً إيرانياً سعودياً حول تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، بات شبه منجز. وكشف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن زيارة مساعد وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان إلى السعودية في 26 آب الماضي، كانت الخطوة التي توجت الاتفاق المذكور. ويشرح المصدر نفسه، أن البعض تكون لديه انطباع قبل اسابيع، عن أن تنحية نوري المالكي عن رئاسة الحكومة العراقية وتسمية حيدر العبادي بدلاً منه في 11 آب الماضي، كانت الإشارة النهائية حول توافق طهران والرياض في بغداد. لكن هذا الانطباع ليس صحيحاً. ذلك أنه، وفق معطيات المصدر الدبلوماسي نفسه، أعقبت تلك الخطوة محاولات متبادلة من الطرفين لرفع سقفيهما في التفاوض. إيران من جهتها حاولت التشدد لأسباب معروفة. منها إعطاء الانطباع بأن تنحية المالكي جاءت بناء على حسابات عراقية شيعية – شيعية داخلية، مرتبطة بموقف المرجع الشيعي السيد علي السيستاني، أكثر منها بتنازل شيعي لصالح السنة، أوبتنازل إيراني لصالح السعودية في العراق. ومنها التعويض عن غياب المالكي بتحصين موقف فريقه في الحكم والحكومة المقبلة. وصولاً حتى إلى محاولة قبض ثمن هذه التنحية من قبل الفريق السني – السعودي.
وفي المقابل، رفعت الرياض أيضاً سقف مطالبها بعد الخطوة نفسها. كما لو أن المسؤولين السعوديين اعتبروا أن سقوط المالكي هو علامة ضعف شيعي عراقي، ومؤشر تراجع إيراني في بغداد. وبالتالي يمكن المراهنة سعودياً على هذا المستجد للذهاب أبعد ومحاولة الحصول على مكتسبات أكبر. هكذا، يشير المصدر الدبلوماسي الأممي في بيروت، إلى أن التفاوض بين طهران والرياض علق طيلة أسبوعين في خانة من المزايدات والتشنجات، قبل أن تنقله زيارة اللهيان للسعودية إلى مرحلة من الانفراج.