في منطقة متداخلة ومعقّدة في تركيباتها الديموغرافيّة والثقافيّة والجغرافيّة والتاريخيّة كمنطقة الشرق الأوسط، لا يجب الحديث عن أي أزمة محليّة باعتبارها حدثاً داخلياً في أسبابه وتأثيراته. فالمنطقة تتاقذفها الأزمات التي تنتمي إلى منابع متشابهة، وتتنقّل كما تتنقّل السوائل في الأواني المستطرقة.
في العراق، تمّ النظر إلى المتغيّرات الأخيرة التي حدثت في مصر من زوايا مختلفة. وبحسب ما هي العادة، انقسم العراقيّون حولها. فبعض السنّة العراقيّين المتعاطفين مع حركة الإخوان المسلمين المصريّة مذهبياً، تعاطفوا مع الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، ووصفوا الأحداث المصريّة باعتبارها انقلاباً. أما بعض الأطراف الشيعيّة التي لا تتعاطف مع الإخوان مذهبياً، فقد فرحت بما ألمّ بحكمهم.