في 2 آذار/مارس الجاري، أسقط مجلس النوّاب المصريّ النائب السابق توفيق عكاشة بموافقة 465 عضواً من إجماليّ 490 عضواً حضروا الجلسة، ليعلن رئيس مجلس النوّاب الدكتور علي عبد العال خلو مقعد النائب، وإعادة الإنتخابات مرّة أخرى في دائرته الإنتخابيّة .ووصف البعض هذا القرار بـ"المفاجئ"، خصوصاً أنّ توفيق عكاشة كان النائب الأوّل في حصاد الأصوات الإنتخابيّة على مستوى الجمهوريّة، رغم خوضه الإنتخابات على النظام الفرديّ غير مدعوم من أيّ إئتلاف أو حزب سياسيّ، حيث حصل على 94354 صوتاً إنتخابيّاً في دائرة طلخا ونبروة بمحافظة الدقهليّة. وظاهريّاً، كانت أسباب إسقاط عضويّته دعوته للسفير الإسرائيليّ في القاهرة حاييم كورن على مقاسمته العشاء في منزله في 24 شباط/فبراير الماضي حيث إلتقى به وتبادلا أطراف الحديث سويّاً، مما أسماه بعضاً من النواب "تطبيعاً" مع إسرائيل يستوجب معاقبته عليه وإسقاط عضويّته، بل محاكمته!.
وكشف عضو مجلس النوّاب الدكتور سمير غطّاس في تصريحات خاصّة لـ"المونيتور" أسباب الإطاحة بعكاشة فقال: "الأمر ليس له علاقة بمقابلة السفير الإسرائيليّ، فما حدث أنّ هناك إئتلافات وأحزاباً عدّة، كانت تريد أن تزيح عكاشة من طريقها، لأنّه أهان رموزها ومموّليها، فمثلاً فإنّ النوّاب المحسوبين على التيّار الناصريّ، الّذين يرون أنّ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هو مرجعيّتهم الفكريّة في إدارة الدولة صوّتوا لإسقاطه، لأنّ عكاشة كان من أشدّ المعارضين لعبد الناصر، ويرى أنّه ذهب بالبلد إلى الظلمات، وكثيراً ما كان ينتقده ويصفه برئيس الانتهازيّين".