تتخبّط القدس، عاصمة إسرائيل المتنازع عليها، في نزاعات. فأحياؤها المكتظّة تشهد انقسامات سياسيّة وشخصيّة. ويحتكّ سكّانها – من يهود ومسلمين وعلمانيّين ومتطرّفين وجميع الأطياف الأخرى – بعضهم ببعض على متن باصات المدينة وقطاراتها وهم منزعجون، لكنّ كلّ مجموعة منهم تبقى في غالب الأحيان في المناطق التي ينتمون إليها.
لكنّ كارين برونواسير تريد تقديم صورة أوضح عن المدينة. فالقدس التي تعرفها وتحبّها هي مكان مليء بأشخاص متنوّعين يتحدّون العوائق، على حدّ قولها. وتترأس برونواسر، بصفتها نائبة مدير موسم الثقافة في القدس، مهرجاناً صيفيّاً سنويّاً للموسيقى والرقص وفنّ الأداء يستقطب أعداداً غفيرة من المواطنين منذ العام 2010. وهذه السنة، بعد برنامج دام شهراً كاملاً وشمل معارض فنيّة على أسطح المدينة، وحفلاً راقصاً استمرّ طوال الليل وجمع بين موسيقى السول اليهوديّة والشعائر العربيّة، وأداء فنيّاً مباشراً شكّل في الوقت نفسه اختباراً في علم الاجتماع، باتت برونواسير على ثقة بأنّ الآخرين بدأوا يدركون التغيير في القدس أيضاً.