كان لافتاً في الاحتجاجات الأخيرة في العراق أنّها شملت نحو تسع محافظات شيعيّة من دون أن تشارك المحافظات السنيّة فيها. وفي حين رفع متظاهرون خلال الاحتجاجات شعار "إخوان سنّة وشيعة"، في دلالة على أنّ المصير والهدف واحد في المطالبة بالحقوق، إلاّ أن الشاب السنيّ عمر من الموصل برّر عدم مشاركة الشباب السنّة في التظاهرات بالقول: "لأنّنا ما زلنا دواعش في نظر البعض. وإذا تظاهرنا، سيسحلوننا في الشوارع ويرموننا في السجون السريّة. ما زلنا مظلومين، وحالنا مثل حالكم، وربّما أكثر سوءاً".
وعزّز هذه الخشية الجامعة للشباب السنّة، قول عضو مجلس محافظة الأنبار فرحان العبيدي في تصريحات صحافيّة، بـ8 تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 2019: "إنّ الصمت السنيّ والامتناع عن المشاركة في التظاهرات هما الصواب لأنّ التّهم ستكون جاهزة كاتّهامهم بأنهم أزلام النظام السابق أو البعثيّة والصداميّة، على العكس ممّا حصل مع أتباع الصدر الشيعة، عند دخولهم المنطقة الخضراء خلال آخر احتجاجات حصلت في بغداد، إذ انسحبوا من دون أيّ تهمة أو محاسبة".