ما عاد بالإمكان تجاهل أزمة المصداقيّة بين حماس وفتح في ما يتعلّق باتّفاقيّة المصالحة التي وقّع عليها الطّرفان يوم 12 تشرين الأوّل/أكتوبر. فقد اتّسع الاختلاف في الرّأي وفي الجولة الأخيرة من المحادثات في القاهرة يوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر، حلّ الغضب والاتّهامات المضادّة العلنيّة محلّ الابتسامات التي تلي التّوقيع. يبدو وكأنّ الصّدع بين الجانبين لا يمكن رأبه.
كان القيادي البارز في حماس صلاح البردويل، عضو الوفد الذي يمثّل حماس في محادثات القاهرة، أوّل من أعرب عن استيائه وأعلن عن أنّ المصالحة وصلت إلى نهاية مسدودة. وفي مقطع فيديو بثّه (ثمّ حذفه بعدها بوقت قصير، من الواضح تحت ضغط مصري)، تذمّر البردويل من أنّ فتح تحاول تخريب المصالحة. وأعلن القيادي في حماس بشكل قاطع عن أنّ المحادثات فشلت بالفعل، مع أنّ حركته كانت مصمّمة على عدم اتّخاذ أيّ خطوات متطرّفة في الوقت الراهن.