فيما يتخبط تنظيم "الدولة الإسلامية" من أجل الاحتفاظ بمعاقله في شمال أفريقيا والمشرق، سوف تمارس المعارك المستمرة في سرت وحلب وغرب العراق تأثيراً قوياً على مسار التنظيم في المراحل المقبلة. فبعد أكثر من عامَين على الإعلان الشهير الذي أطلقه البغدادي الذي نصّب نفسه أميراً على تنظيم "الدولة الإسلامية"، بإنشاء خلافة تمتد على أراضٍ شاسعة في العراق وسوريا توازي في حجمها مساحة المملكة المتحدة، يطرح مقتل أبو محمد العدناني (الرقم الثاني في القيادة وكبير المسؤولين عن الحملات الدعائية في التنظيم) الشهر الماضي سؤالاً مهماً آخر عن مستقبل تنظيم "الدولة الإسلامية": من سيحل مكان العدناني ويصبح بالتالي الخليفة المحتمل الجديد للبغدادي؟
من الأشخاص الذين قد يختارهم البغدادي بين قياديي التنظيم تركي البنعلي (المعروف بأبو سفيان السلمي)، وهو رجل دين ذو خطاب ناري من المحرق في البحرين. البنعلي من مواليد 1984، وينتمي إلى أسرة سنّية ثرية ومهمة تجمعها روابط وثيقة بآل خليفة، حكّام البحرين. كان البنعلي محظياً خلال نشأته، فقد تلقّى تحصيله العلمي في كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي (إلى أن دفع اعتناقه للعقيدة المتشدّدة بالسلطات الإماراتية إلى ترحيله) قبل أن يكمل دراسته الإسلامية في البحرين كما في لبنان.